حذّر اتحاد صناعة السيارات الألماني (VDA) من أن غياب البنية التحتية المناسبة لشحن الشاحنات الكهربائية ومحطات الهيدروجين يشكل عائقًا رئيسيًا أمام التحول المناخي في قطاع النقل. فعلى الرغم من توفر مركبات تجارية كهربائية ومحايدة للكربون، لا تزال شبكات الشحن السريع ووصلات الشبكة الكهربائية غير كافية.
النقل الثقيل في قلب أزمة الانبعاثات
يوضح أندرياس راده، المدير الإداري لاتحاد صناعة السيارات الألماني، أن النقل الثقيل يمثل ما يقرب من 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حركة المرور على الطرق. ويؤكد أن تحقيق أهداف حماية المناخ لا يمكن أن يتم دون إحداث تحول جذري في قطاع المركبات التجارية.
ويضيف راده أن الشركات المصنعة استثمرت بشكل مكثف في الابتكار، حيث باتت توفر منذ سنوات مركبات تجارية كهربائية ومحايدة للكربون، بدءًا من الشاحنات الخفيفة وصولًا إلى الشاحنات الثقيلة وحافلات السفر.
البنية التحتية… الحلقة الأضعف
على الرغم من توفر التكنولوجيا، يشير اتحاد صناعة السيارات إلى أن الظروف الإجرائية والبنية التحتية غير الكافية تعيق الاستخدام العملي لهذه المركبات. فشركات النقل ووكلاء الشحن يواجهون تأخيرات تمتد لأشهر أو حتى سنوات للحصول على وصلات شبكة كهربائية مناسبة، إضافة إلى نقص واضح في محطات الشحن على الطرق السريعة.
وفي هذا السياق، يؤكد الاتحاد أن غياب البنية التحتية يجعل الاستثمار في الشاحنات الكهربائية قرارًا عالي المخاطر، حتى بالنسبة للشركات الراغبة في التحول إلى وسائل نقل محايدة مناخيًا.
مطالب مباشرة للمفوضية الأوروبية
يدعو اتحاد صناعة السيارات الألماني المفوضية الأوروبية إلى الاعتراف بالأهمية الاستراتيجية لقطاع المركبات التجارية، والعمل على دعمه بشكل فعلي. ويشدد الاتحاد على ضرورة:
خطة عمل لدعم التحول المناخي
في إطار دعم التحول، وضع اتحاد صناعة السيارات خطة عمل تهدف إلى تسريع اعتماد المركبات التجارية الصديقة للمناخ. وتشمل الخطة أيضًا مراجعة مبكرة للوائح أساطيل المركبات التجارية، بما يسمح بتقييم واقعي للمتطلبات التقنية والاقتصادية، وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تدخل عاجل.
ويرى الاتحاد أن هذه الخطوات ضرورية لضمان تحقيق الأهداف المناخية، وليس الاكتفاء بوضع تشريعات يصعب تنفيذها عمليًا.
مستقبل التنقل بين المناخ والاقتصاد
يختتم اتحاد صناعة السيارات الألماني بالتأكيد على أن أي نقاش حول مستقبل التنقل و الشاحنات الكهربائية يجب أن يضع تحديات قطاع المركبات التجارية في صلب الاهتمام. فدعم هذا القطاع لا يساهم فقط في خفض الانبعاثات، بل يضمن أيضًا استمرار النمو الاقتصادي، والحفاظ على الوظائف، وتعزيز خلق القيمة الصناعية في أوروبا.