powered by Fortec AG

التكنولوجيا الطبية لدى «Pheal»

تقنية ذكية مُفعمة بالشغف لفهم الحالة الصحية بصورة متواصلة

16 ديسمبر 2025، الساعة 9:00 صباحًا | أوت هوسلر
ثنائي التأسيس: آيك كوتكامب والدكتورة أغنيس موسيول. في Pheal هُناك الكثير من الشغف، بالإضافة أيضاً لتقنيات الاستشعار الخاصة بالشركة الشقيقة Addsensors.
© Pheal

تعمل الابتكارات الصحية الرقمية، من تطبيقات السكري والأطراف الصناعية الذكية إلى روبوتات التمريض، على إعادة تشكيل مستقبل الرعاية الطبية. وتقدم شركة Pheal من أوسنابروك حلول استشعار ذكية تمكّن من مراقبة الصحة بشكل وقائي ومستمر بدلاً من القياسات التقليدية المحدودة.

ما هو العرض التقديمي الموجز  لشركة "Pheal"؟

نظامنا الصحي الحالي هو نظام "رد فعل" – يقوم بعلاج الأمراض وليس للوقاية منها. تُعد الأمراض المزمنة عاملا رئيسيا في 70 بالمائة من الأمراض. والسبب في ذلك: اختبارات الدم أو الفحوصات المتقطعة لا تقدم سوى لقطات لحظية. التغيرات الحرجة التي تحدث في الفترات الفاصلة تظل غير ملحوظة حتى تظهر الأعراض – وغالباً ما يكون ذلك بعد فوات الأوان.

تغير "Pheal" هذا الواقع. تقوم اللاصقات الذكية (Smart Patches) القائمة على الاستشعار بقياس المؤشرات البيوكيميائية في العرق، أو السائل الخلالي، أو الدم بشكل مستمر، في الوقت الفعلي ومباشرة على الجسم. يتم التعرف على أقل نسب التغيرات حتى قبل أن تصبح خطيرة. فالوقاية خير من العلاج. نحن نريد أن نجعل النظام الصحي استباقياً – للحفاظ على الصحة قبل بداية حدوث المرض.

كيف نشأت الفكرة؟

هناك دافع مشترك لتغيير النظام الصحي بشكل جذري. لقد شاركت الدكتورة أغنيس موسيول، بصفتها رئيسة العمليات السريرية، في دراسات دولية في مجالات الأدوية والتكنولوجيا الطبية والصحة الرقمية. ورأت المشاكل الكبرى للنظام الصحي "الرد فعلي" عن كثب. تقول: «لقد رأيت العديد من الأفكار الرائعة تفشل – ببساطة لأن النظام لم يسمح بها». أصبح هذا الدافع شخصياً أكثر عندما أصيب والدها بمرض خطير.

وعلى الجانب الآخر آيك كوتكامب، المهندس وخبير الاستشعار، عايش أيضا تجربة شخصية لمع والدته؛ فقد اكتشف المرض متأخرا. لذا قام بتأسيس Pheal. عندما التقت أغنيس وآيك في عام 2022، كانت تنوي مساعدته فقط في التخطيط التنظيمي. لكن الاستشارة تحولت إلى مهمة ورؤية مشتركة: خلق أدوات تمكّن البشر من تحمل مسؤولية صحتهم الخاصة – قبل أن ينشأ المرض.

ما هي التقنية الخاصة باللاصقات؟

طورت «Pheal» منصة لاصقات ذكية معيارية تعمل كمختبر محمول مباشرة على الجلد. تتيح اللاصقة القياس المستمر للمعلمات البيوكيميائية والأيونية في العرق، والسائل الخلالي، أو الدم الشعيري. هذا المبدأ معروف من أنظمة المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM) لدى مرضى السكري، وتقوم «Pheal» بتطويره من خلال الرصد المتزامن لعلامات حيوية متعددة ذات صلة.

تتكون المنصة من ثلاث وحدات: وحدة «Analyte Access Module» التي توفر الوصول إلى العرق أو السائل الخلالي أو الدم. وتتيح تقنية «Window into your Body» (نافذة إلى جسدك) الحاصلة على براءة اختراع، ولأول مرة، القياس المستمر مباشرة في الدم الشعيري دون أي إبر تماماً. وتحتوي «Sensor Card» (بطاقة المستشعر) القابلة للاستبدال على عناصر كيمياء كهربائية متعددة المعايير ترصد المتغيرات الأيونية والبيوكيميائية. أما وحدة «Reusable Electronics» (الإلكترونيات القابلة لإعادة الاستخدام) فتعالج الإشارات في الوقت الفعلي وتنقلها إلى تطبيق ذكي يحلل الاتجاهات ويحذر عند حدوث تغيرات حرجة.

ما هو أكبر نجاح حتى الآن؟

نحن فخورون بشكل خاص بحصولنا على المركز الثالث في »كأس العالم للابتكار في الرعاية الصحية» (Healthcare Innovation World Cup) في معرض "ميديكا"، حيث صعدنا إلى منصة التتويج من بين أكثر من 340 شركة ناشئة دولية. وهناك إنجاز بارز آخر وهو دعوتنا لبرنامج "MedTech Innovator"  حيث تم تصنيفنا ضمن أفضل 20 بالمائة من المتقدمين عالمياً، وحصلنا على اهتمام دولي واسع. يعمل معنا الآن بنشاط شركاء صناعيون كبار ومؤسسات بحثية. وربما النجاح الأكبر هو: رؤية كيف تحولت فكرة إلى فريق قوي متعدد التخصصات.

Bild 1. Schweiß, ISF und BLut werden direkt im Patch analysiert, derzeit können rund 20 Biomarker detektiert werden. Die Elektronik bei Pheal ist ausstauschbar und damit einfach zu erweitern.
صورة 1: يتم تحليل العرق والسائل الخلالي والدم مباشرة داخل اللاصقة؛ حالياً يمكن الكشف عن حوالي 20 علامة حيوية. الإلكترونيات في Pheal قابلة للاستبدال، مما يجعلها سهلة التوسع والتطوير.
© Pheal; kentoh/stock.adobe.com

وما هي أكبر تحدي؟

أكبر تحدي كان إدراك مدى صعوبة الحصول على رأس المال في مرحلة مبكرة لمنتج تكنولوجيا طبية متطور تقنياً. خاصة في ألمانيا، لا يزال الاستعداد للاستثمار في مشاريع مبكرة جداً وعالية المخاطر ذات أفق تطوير طويل المدى محدوداً. غالباً ما يتم "تقليص" الرؤى لتناسب النظام الحالي. نحن لا نريد ذلك، ونفضل السير في الطريق الصعب ولكنه الصحيح بالنسبة لنا. لقد علمنا هذا التفكير باستقلالية، واستخدام الموارد بذكاء، والدفاع عن رؤيتنا بتصميم أكبر.

أين ستكون «Pheal» بعد خمس سنوات؟

بعد خمس سنوات، يجب أن تكون منصة اللاصقات الذكية الخاصة بنا قد وصلت إلى الحياة اليومية للعديد من الناس – كأداة تجعل الوقاية أمراً ملموساً. الطريق إلى ذلك يمر بوعي عبر تكنولوجيا صحة المستهلك (Consumer Health Tech): ستُطرح أولاً لاصقات ذكية غير طبية في السوق – مثلاً لمراقبة الشوارد الكهربائية (الإلكتروليتات) في العرق لتحسين الترطيب أو الاستشفاء البدني. تشكل هذه المنتجات الأساس التقني والتجاري للموافقة الطبية.

في غضون خمس سنوات، يجب أن تكون لاصقتنا الذكية، بعد التحقق السريري والحصول على شهادة CE، موجودة في السوق الأوروبية كمنتج طبي. التركيز ينصب على أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض التمثيل الغذائي (الأيض)، حيث يُحدث الكشف المبكر فرقا كبيرا وملموسا على المدى البعيد.

كيف يبدو شكل الطب في المستقبل؟

طب المستقبل لن ينتظر حتى يمرض الناس – بل سيحرص على أن يبقوا بصحة جيدة. اليوم، لا زلنا نقوم "برعاية المرضى": نحن نتصرف كرَد فعل على الأمراض بدلاً من منعها. في المستقبل، سيكون الطب تنبؤيا وذاتيا: بفضل تقنيات الاستشعار المستمرة، والذكاء الاصطناعي، والوقاية القائمة على البيانات، سيحل محل القيم المخبرية الفردية تيار من البيانات. لن يتدخل الأطباء فقط عند ظهور الأعراض، بل عندما تظهر اتجاهات ومؤشرات معينة. سيتحول المرضى إلى شركاء فاعلين في صحتهم، بواسطة تقنيات بسيطة ومناسبة للحياة اليومية.