powered by Fortec AG

المهارات المستقبلية للمهندسين

المهارات المستقبلية للمهندسين

3 نوفمبر 2025، الساعة 12:00 ظهرًا | كورين شيندلبيك
© Thorsten Weiß

ينصح البروفيسور الدكتور إنغ. تورستن فايس من جامعة رافنسبورغ فاينغارتن المهندسين بعدم الاكتفاء بالخبرة التقنية، بل بالتركيز أيضًا على المهارات الشخصية والتعلّم المستمر لزيادة المهارات المستقبلية للمهندسين. يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهّل العمل اليومي ويساعد على رفع الإنتاجية بجانب الخبرة التقنية.

Markt&Technik: كيف ترى الوضع الحالي لخريجي هندسة الإلكترونيات وتطوير البرمجيات في سوق العمل؟ وما دور الذكاء الاصطناعي في ذلك؟

منذ عامين، كان الوضع سهلا: كل خريج يجد وظيفة بسرعة. أما اليوم، فالشركات أصبحت أكثر دقة في اختيار الكفاءات، إذ تركّز على مدى التوافق والجودة. كثير من المهندسين ذوي الخبرة في قطاع السيارات عادوا أيضًا إلى سوق العمل، حاملين خبرة عملية كبيرة. بالنسبة للمهندسين الجدد، لا يزال أصحاب المشاريع العملية الجيدة والخبرة التدريبية والمهارات القوية مطلوبين، لكن الفرص انخفضت بشكل واضح بسبب عدم معرفة المهارات المستقبلية للمهندسين.

البعض يخاف من أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المهندسين المبتدئين، هل هذا ممكن؟

يقول فايس:

أعتبر هذا نادر الحدوث وغير منطقي. فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في كتابة وظائف برمجية بسيطة ويوفّر حتى ثلث الوقت أحيانًا، لكنه لا يستبدل المطورين المبتدئين. البرمجة مجرد جزء من تطوير البرمجيات، أما التنظيم والتنسيق مع العملاء فلا يمكن تسريعه بالذكاء الاصطناعي.

وفي مجال الإلكترونيات، ما زال تأثير الذكاء الاصطناعي محدودًا. فمثلاً، في البرمجة منخفضة المستوى (microcontrollers)، أظهرت إحدى دراسات البكالوريوس أن نتائج الذكاء الاصطناعي كانت غير دقيقة وقد تسبب مشاكل في الأجهزة. كما لا توجد أدوات يمكنها أن تحل محل الخبرة والمعرفة المتعمقة في تصميم الدوائر الإلكترونية.

ماهي المهارات المطلوبة خلال السنوات القادمة؟

يوضح فايس:

الانفتاح على الأدوات الجديدة وفهم إمكانياتها وحدودها أمرا هاما للغاية. إذا تم استبدال أحد مهاراتك باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، فعليك إعادة توجيه تخصصك مبكرًا.مثلًا، إذا أصبحت عملية تصميم اللوحات الإلكترونية أوتوماتيكية بالكامل، فسيكون من الذكاء تطوير مهارات في مجالات أخرى والتي تعد من أهم المهارات المستقبلية للمهندسين.

بالاضافة إلى أهمية المهارات الشخصية (Soft Skills)، فهي تحسّن التواصل والتعاون داخل الفرق، خصوصًا في البيئات الدولية. ألاحظ منذ 20 عامًا أن المشاريع الناجحة تعتمد على التواصل الجيد أكثر من اعتمادها على الأدوات التقنية. التدريب على المهارات المتعددة الثقافات يزيد من هذا الأثر. أن الوعي الذاتي يعزز العمل الجماعي ويقوّي التوازن الشخصي، مما ينعكس إيجابًا على الأداء المهني.

كيف يغير الذكاء الاصطناعي عمل المهندسين هل هو أداة مساعدة أم بديل؟

يقول فايس:

الذكاء الاصطناعي لن يستبدل المهندسين، بل سيدعمهم. النماذج التي تعتمد على فرق محلية تكتب مهام لفرق خارجية ليست فعالة. الفرق المنتجة هي تلك التي تعمل بيديها وتستفيد من الذكاء الاصطناعي بذكاء. الشركات ستعيد العديد من المهام إلى داخلها، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، لكن هذا يتطلب تحسين المهارات المستقبلية للمهندسين وتحديث مهاراتهم باستمرار.

كيف يمكن للمهندسين التأكد من أنهم لن يفقدوا القدرة على مواكبة التطورات؟

التعلّم المستمر بوابة النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي أو، إذا لم تُستغل كما يجب، ستصبح هي العائق الأكبر أمامه. فكما يوضح الخبراء، ما زال هناك عدد كبير من الأشخاص يعرفون تفاصيل دقيقة عن شواياتهم أو نتائج مباريات الدوري الألماني أكثر مما يعرفون عن التطورات في مجالات تخصصهم المهنية. من هنا، تبرز الحاجة إلى تغيير في العقلية. فالتعلّم لم يعد نشاطًا ثانويًا أو خيارًا اختياريًا، بل يجب أن يكون جزءًا أصيلاً من العمل اليومي، وأن تدعمه الشركات بالاعتراف والمكافأة، بحيث يتحول إلى قيمة حقيقية مضافة للأعمال — قيمة تترجم مباشرة إلى نجاح ملموس.

ويشير فايس إلى أن الدورات التقنية التقليدية لم تعد كافية في عصر التحول الرقمي، وأن النموذج الأكثر فاعلية هو نموذج تدريبي متعدد المراحل يعتمد على:

  • تحديد القيمة الفعلية للموضوع بالنسبة لأهداف الشركة.
  • نقل المعرفة من خلال أمثلة واقعية ومشكلات عملية.
  • الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مرحلة المتابعة لتقديم إجابات فورية عن الأسئلة المفتوحة ودعم المتعلمين بشكل مستمر.

ويضيف فايس قائلًا: لقد طبّقتُ هذا النهج في دورة تدريبية حول إدخال بنية برمجية جديدة، وكانت النتائج مبهرة من حيث التفاعل والفهم والتطبيق العملي.

هل يجب أن يكون التعلم المستمر والتطور التقني شرطًا لاختيار صاحب العمل؟

نعم، ولكن بشكل مختلف. يجب أن تكون برامج التدريب مركزة ومحدثة وتدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. على المهندسين أنفسهم أن يحددوا المواضيع ذات القيمة لأعمالهم. الاهتمام العابر لا يكفي، يجب أن تكون المهارات المستقبلية للمهندسين والمهارات المكتسبة مرتبطة مباشرة بإنجازات المشاريع.

ويحذر من مؤشرات الشركات غير الداعمة للتطوير:

إذا سمعت في المقابلة عبارات مثل "هنا الأمور تسير هكذا!" أو "لدينا دورة باوربوينت" أو "نملك حسابًا على Udemy" فقط، فربما لا تكون الشركة ملتزمة فعلاً بالتطوير والابتكار.

هل تعرف أمثلة واقعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير في مهنة المهندسين؟

بالطبع لدينا مثلا من برنامج دراستنا في تصميم الوسائط: يحقق الطلاب اليوم في رسالة البكالوريوس نتائج كانت مستحيلة في هذا الوقت بدون الذكاء الاصطناعي. كما تستفيد المشاريع التقنية في علوم الكمبيوتر، على سبيل المثال في تعلم مفاهيم تقنية جديدة. يمكن لتوليد كود الذكاء الاصطناعي أن يسرع مرحلة النماذج الأولية بشكل كبير ويخفف الكثير من الأعمال المزعجة مثل التوثيق وما إلى ذلك. في الواقع، هناك أمثلة أكثر مما يتسع له المكان هنا. أكتب عن ذلك كثيرًا على لينكدان.

0ألاحظ أن: هناك بعض الأشخاص النشطين جدًا في تطوير مناهج جديدة: لديهم رؤية واضحة، ويقومون بالتوجيه النشط، ويستخدمون جميع الأدوات والموارد المتاحة: الذكاء الاصطناعي، وسوائل التواصل الاجتماعي، الاستعانة بمصادر خارجية، والزملاء. وبالتالي يصبح هناك مجموعة من الأشخاص المتفاعلين، الذين هم بالأحرى ”جاذبون للوظائف“. على كل شركة أن تقرر من تريد أن يكون لديها، وعلى كل تقني أن يقرر أين يريد أن يكون. كل شيء يمكن تعلمه. إذا تمكنت الشركة من التعامل مع الأشخاص المجهتدين المحبين للتعلم وتطوير أنفسهم - وهو ما قد يكون مرهقًا من جانب الإدارة - فإنها ستتقدم بسرعة.