بالشراكة بين معهد فراونهوفر للأنظمة النانوية الإلكترونية (ENAS) وشركة Becamex IDC الفيتنامية، تم تأسيس مركز بحث وتطوير مشترك في محافظة "بينه دونغ" الاقتصادية في فيتنام، بهدف استكشاف الإمكانات المستقبلية وتعزيز الابتكار المستدام في مجالات الميكروإلكترونيات وتقنيات النانو.
الهدف هو إنشاء وتأسيس مركز مشترك للبحث والتطوير في مجال الإلكترونيات الدقيقة والتكنولوجيا النانوية في مقاطعة بينه دوونغ ذات القوة الاقتصادية الكبيرة، والتي من المقرر أن تتطور لتصبح موقعًا مهمًا لصناعة الرقائق في فيتنام. وبذلك، يضع الشريكان نقاطًا مهمة لدفع عجلة البحث والتطوير في مجال التكنولوجيات المتقدمة في جنوب شرق آسيا.
تعزيز مكانة فيتنام كمركز مستقبلي لصناعة الميكروإلكترونيات
تُعد فيتنام واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في آسيا، ومن المتوقع أن تتحول خلال السنوات القادمة إلى لاعب عالمي رئيسي في صناعة الرقائق الإلكترونية. ويتمثل الهدف في تلبية الطلب العالمي المتزايد على أشباه الموصلات، وتقليل الاعتماد على الموردين الدوليين، وتعزيز مرونة سلاسل التوريد العالمية في ظل التوترات الجيوسياسية.
تشمل الخطوات الاستراتيجية الأساسية لتحقيق هذا الهدف دعم البحث العلمي المتميز، وتعزيز ترابط الأطراف الفاعلة في مجال أشباه الموصلات، وتسريع تطوير المنتجات والتقنيات المبتكرة. وفي هذا الإطار، سيبدأ معهد فراونهوفر وشركة Becamex IDC Corporation شراكة وثيقة، بعد توقيع مذكرة تفاهم في أغسطس 2024، أعقبها اتفاقية تعاون رسمية في أبريل 2025. ويُخطط لإنشاء مركز للبحث والتطوير في مجال الميكروإلكترونيات وتقنيات النانو في محافظة بينه دونغ الاقتصادية. ويُنتظر أن تتحول هذه المنطقة، بقيادة شركة Becamex، إلى مركز وطني لصناعة أشباه الموصلات في فيتنام.
بناء مركز ابتكار على غرار النموذج الأوروبي
يهدف المركز الجديد إلى تحقيق ترابط وثيق بين البحث العلمي والصناعة والأوساط الأكاديمية، بما يسهم في تطوير تقنيات أشباه الموصلات الحديثة — بدءًا من تصميم الرقائق مرورًا بتقنيات التصنيع والتغليف المعقدة، ووصولًا إلى حلول ميكروإلكترونية متطورة لمختلف الصناعات التقنية. ويُعد نموذج ولاية ساكسونيا الألمانية، التي أصبحت رائدة في مجال صناعة الرقائق بأوروبا، مصدر إلهام لهذا المشروع.
قال البروفيسور الدكتور هارالد كوهن، مدير معهد فراونهوفر:
"أصبحت ساكسونيا خلال السنوات الماضية الموقع الأهم لصناعة الميكروإلكترونيات في أوروبا، حيث تنشأ هنا أفكار الغد التي تنتشر عالميًا من وسط ألمانيا. وسبب النجاح يكمن في التعاون الوثيق بين الشركاء في الصناعة والبحث والتطوير. وبفضل تواجد كبرى شركات إنتاج أشباه الموصلات، والتميز العلمي للمعاهد والجامعات، نشأ نظام بيئي فريد للحلول التقنية المتقدمة، ونحن جزء منه في مركز فراونهوفر بمدينة كيمنتس."
وأضاف: "نريد أن يتكرر هذا النموذج الناجح في محافظة بينه دونغ، التي من المنتظر أن تصبح مركزًا وطنيًا لصناعة أشباه الموصلات. وسنعمل من خلال المركز الجديد بالتعاون مع شركائنا المحليين على تطوير حلول مستدامة للمجالات الصناعية الحيوية."
من جانبه، قال نغوين فان هونغ، رئيس شركة Becamex IDC :
"يسعدنا التعاون مع فراونهوفر لإنشاء مركز بحث وتطوير على الطراز الأوروبي والألماني. تلعب شركتنا دورًا قياديًا في تطوير نظام صناعي من الجيل الجديد في فيتنام، يدمج بين الصناعة، والتخطيط العمراني، والتعليم، والتكنولوجيا، والابتكار."
وأضاف: "من أبرز مكونات هذا النظام إنشاء أول منطقة صناعية بيئية في فيتنام بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، تهدف لتحقيق الحياد الكربوني وتوفير طاقة نظيفة بقدرة تتجاوز 300 ميغاواط، مع نظام طاقة متكامل يضمن استقرار التيار الكهربائي للمستثمرين. كما نعتمد مبادئ الاقتصاد الدائري والتكامل الصناعي، ونطور نظامًا لتوفير المياه يطابق المعايير الدولية (SEMI F63 و ASTM D5127) ، بما يلبي احتياجات صناعة الإلكترونيات والرقائق."
وتابع: "يتجاوز هذا النظام حدود البنية التحتية، فهو مصمم لتعزيز الابتكار من خلال مراكز بحث، وبنى تحتية مشتركة، وحديقة علمية وتقنية، ومناطق صناعية متخصصة. وتلعب جامعة Eastern International University (EIU) ومعهد فراونهوفر دورًا محوريًا في ربط البحث العلمي بالصناعة، مما يساهم في إعداد كفاءات بشرية مؤهلة وتعزيز القدرات البحثية في مجالات الإلكترونيات الدقيقة وتصميم الدوائر المتكاملة وتقنيات أشباه الموصلات."
تعاون دولي في مجالي البحث والتعليم
إلى جانب تطوير الكفاءات التكنولوجية، يهدف إنشاء المركز إلى دعم تدريب وتكوين الأجيال القادمة من الباحثين والمهندسين. وتضم محافظة بينه دونغ بنية تعليمية قوية تشمل 8 جامعات و8 معاهد عليا، مثل الجامعة الفيتنامية الألمانية (VGU) وجامعة EIU، وأكثر من 100 مدرسة تقنية ومهنية.
وقال الدكتور توماس أوليغ، نائب رئيس الجامعة الفيتنامية الألمانية في بينه دونغ:
"سيؤدي تطوير المنطقة كمركز للابتكار إلى زيادة الحاجة للمهارات الدقيقة في الميكروإلكترونيات، وهو ما سيتحقق من خلال برامج دراسية وتعليمية جديدة تركز على هذا المجال. وسيساهم ذلك في سد فجوة الكفاءات العلمية وتلبية احتياجات الصناعة."
واختتم لوات نغوين، المدير العام لشركة Cicor Vietnam، والذي أطلق التعاون بين الطرفين:
"إن ربط التميز البحثي الألماني بالديناميكية الاقتصادية الآسيوية يحمل إمكانيات هائلة لتطوير تقنيات المستقبل. وتُعد الشراكة بين فراونهوفر وBecamex IDC خطوة استراتيجية لترسيخ مكانة فيتنام ضمن سلاسل القيمة العالمية لصناعة أشباه الموصلات، وتحديدًا في محافظة بينه دونغ كمركز متكامل ومستدام للميكروإلكترونيات."