جيل جديد من الصحة الرقيمة مع آبل

ما هي وظائف الصحة التي توفرها Apple Watch 11، وسماعات AirPods 4 الجديدة، وiPhone 17؟ حتى الآن، لا تستطيع آبل قياس مستوى السكر في الدم. لكن بالمقابل، هناك ميزة قياس النبض من الأذن، بالإضافة إلى تحذير في حال ارتفاع ضغط الدم، النوم، الدورة الشهرية، وتحسين السمع.

كما جرت العادة، كان الحدث بالنسبة لعشاق آبل والتقنيين موعدًا ثابتًا على أجندتهم. ففي تمام السابعة مساءً بتوقيت ألمانيا، كشف تيم كوك في كاليفورنيا عن هواتف آيفون الجديدة وأجهزة آبل القابلة للارتداء. ومنذ سنوات، كانت وظائف الصحة عنصرًا رئيسيًا في هذه الفعاليات: فما الذي يمكن أن تقدمه Apple Watch 11، وسماعات AirPods 4، وiPhone 17 في مجال التشخيص الذاتي وتتبع الصحة؟

معدل ضربات القلب، النوم، والوظائف الأساسية

قياس معدل ضربات القلب وحتى تخطيط القلب أحادي القناة (1-Channel ECG) بات أمرًا شائعًا في الساعات الذكية. فمنذ Apple Watch 4 (عام 2019)، توفر آبل وظيفة فحص الرجفان الأذيني، المعتمدة من FDA للاستخدام في الدراسات السريرية. يكفي وضع الإصبع على الشاشة، حيث تقيس الأقطاب الكهربائية المدمجة إشارات القلب مباشرة من الإصبع والمعصم.

أما تحليل النوم، فرغم أن آبل تسوّق ميزة "مؤشر النوم" كخاصية جديدة، إلا أن تتبع طول وجودة النوم أصبح من الوظائف القياسية في معظم الساعات الذكية. ما يميز آبل هو الوعد بفحص توقف التنفس أثناء النوم، وهي حالة قد تؤدي إلى السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب. تقوم الساعة باكتشاف حركات بسيطة في المعصم ترتبط بانقطاع أنماط التنفس الطبيعية أثناء النوم.

ضغط الدم والنبض من الأذن

ما هو جديد بالفعل، ولكنه في النهاية مخيب للآمال بعض الشيء: يمكن الآن لساعة Apple Watch 11 التعرف على أنماط ارتفاع ضغط الدم. وهذا يعني أن الساعة الذكية الجديدة ”المصممة في كوبرتينو“ لا تقيس ضغط الدم مباشرة، ولا يوجد في السوار كفة مثل تلك الموجودة في Huawei D2. يتم فقط إعطاء تقييم بواسطة الذكاء الاصطناعي حول ما إذا كان ضغط الدم ”ربما“ يكون مرتفعًا. والسبب وراء هذه الصياغة الغامضة: يقوم مستشعر بصري بتزويد خوارزمية بالبيانات، والتي تقوم بدورها بتحليل كيفية استجابة الأوعية الدموية لنبضات القلب على مدار 30 يومًا – ولا يتم قياس قيم محددة. (يُرجى مراعاة التحديث بتاريخ 12/9/2025)

أما AirPods 4 فتقدم ميزة مبتكرة: قياس النبض وحساب السعرات الحرارية المحروقة أثناء التمارين. باستخدام حساسات تسارع وإضاءات ليد تومض 256 مرة في الثانية، توفر بيانات دقيقة لـ 50 تمرينًا مختلفًا. إلى جانب ذلك، تدعم السماعات ميزة الترجمة الفورية للمحادثات – لكن هذا الخيار غير متاح في الاتحاد الأوروبي بسبب قيود الخصوصية.

سماعات AirPods كأداة طبية للسمع

الميزة الأكثر أهمية صحيًا هي وظيفة المساعدة السمعية على مستوى سريري. عبر اختبار سمع يعتمد على قياس استجابة الترددات (Reinton Audiometry)، تُنشئ آبل ملفًا سمعيًا شخصيًا للمستخدمين الذين يعانون من ضعف سمع خفيف إلى متوسط، لتعمل السماعات كوسيلة مساعدة للسمع. هذه الميزة معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية  كوظيفة طبية.

كما يمكن استخدام السماعات كحماية للأذن في البيئات الصاخبة، حيث تُقلل الأصوات التي تتجاوز 110 ديسيبل لحماية الأذن من الأذى.

اكتشاف الحوادث والسقوط

ميزة جديدة أيضًا، ولكنها ليست ابتكارًا تقنيًا: تقدم Apple Watch 11 تحسينات في ميزة اكتشاف السقوط؛ عند رصد حركة سقوط قوية وعدم تفاعل المستخدم خلال دقيقة، تُطلق الساعة نداء استغاثة تلقائيًا وتُرسل الموقع وجهات الاتصال. كما تدعم الساعة ميزة اكتشاف حوادث السيارات عبر حساسات مدمجة، حيث تتصل بخدمة الطوارئ وتُشارك الموقع فور وقوع حادث. في حالة وقوع حادث سيارة خطير، من المفترض أن يساعد نظام كشف الحوادث ”Beifahrer“ في التعرف على الحادث. في هذه الحالة أيضًا، تتصل سلسلة ايليفن بخدمة الطوارئ وتبلغ عن الموقع وتخطر جهات الاتصال الشخصية المسجلة. مع Apple Watch Ultra 3، يتم تضمين ”نداء الطوارئ SOS“ عبر الأقمار الصناعية دون رسوم اتصالات خلوية.

تتبع صحة المرأة: تنظيم الأسرة وتحديد مواعيد الإباضة

تتيح Apple Watch 11 وiPhone 17 تتبع الدورة الشهرية والأعراض المرتبطة بها. الميزة الجديدة هنا هي تقدير وقت الإباضة بأثر رجعي باستخدام مستشعر الحرارة أثناء النوم. ورغم أن المنافسين مثل Garmin وSamsung يقدمون تحليلات أوسع أو مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تؤكد آبل التزامها بالبحث في مجال صحة المرأة.

تتبع الصحة كمعيار أساسي

تُجمع بيانات الصحة في تطبيق Apple Health، حيث يمكن أيضًا إضافة معلومات يدوية مثل فصيلة الدم والأدوية. ويشمل التطبيق مؤشرات للصحة الجسدية والنفسية، بما في ذلك اختبارات قياسية لتقييم مخاطر الاكتئاب أو القلق. وتؤكد آبل أن الخصوصية أولوية قصوى، حيث تُخزن البيانات مشفرة على الجهاز ولا يمكن حتى للشركة نفسها الوصول إليها.

دعم صحي… لكن ليس جهازًا طبيًا

رغم جميع هذه الميزات، لا تعتبر Apple Watch 11 جهازًا طبيًا، بل أداة قوية لزيادة الوعي الصحي ومتابعة مؤشرات أساسية مثل تخطيط القلب الكهربائي وضغط الدم. أما AirPods 4، فقد ارتقت لتكون خيارًا مساعدًا لمصابي ضعف السمع الخفيف إلى المتوسط بفضل اختبار السمع الطبي وميزات السمع ويمكن أن تكون حلاً أولياً أو مكملاً لأجهزة السمع التقليدية.

لكن يبقى دور الأجهزة القابلة للارتداء تكميليًا، ولا يغني عن زيارة الطبيب أو التشخيص الطبي المتخصص.