أجهزة الكمبيوتر المزودة بالذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة، حيث تخطط 87٪ من الشركات لاعتمادها. توفر هذه الأجهزة كفاءة وإنتاجية أعلى وتوفيرًا في الوقت، بينما تبقى المخاوف من التكلفة والأمان نادرة التحقق.
في استطلاع عالمي أجرته شركة Intel، شارك فيه أكثر من 5000 من صُنّاع القرار في مجالي الأعمال وتكنولوجيا المعلومات، أظهرت النتائج أن 87٪ منهم – و85٪ من المشاركين في ألمانيا – يقومون حاليًا بترقية أجهزة الكمبيوتر الشخصية لتكون مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، أو يخططون لذلك بجدية. اللافت أن الاهتمام بهذه التكنولوجيا لم يعد مقتصرًا على مسؤولي تكنولوجيا المعلومات فقط (94٪ منهم على دراية بها)، بل امتد أيضًا إلى صُنّاع القرار في قطاع الأعمال، حيث أشار 82٪ إلى معرفتهم النظرية بها. وهذا يشير بوضوح إلى أن أجهزة الكمبيوتر الشخصية المزودة بالذكاء الاصطناعي لم تعد مجرد ظاهرة تقنية حديثة، بل تحوّلت إلى أداة استراتيجية تعزز القدرة التنافسية للمؤسسات في مختلف القطاعات.
تتميز هذه الأجهزة بقدرتها على معالجة أحمال العمل الذكية محليًا، دون الحاجة إلى إرسال البيانات إلى السحابة، مما يعزز الأداء ويوفر الوقت. ويعود ذلك إلى تزويدها بمكونات مخصصة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تجعلها أكثر كفاءة من أجهزة الكمبيوتر التقليدية وتفتح المجال أمام وظائف وميزات جديدة. ووفقًا لاستطلاع أجرته شركة Intel، فإن 90٪ من الشركات عالميًا – و86٪ من الشركات في ألمانيا – تتوقع تحقيق زيادة في الإنتاجية من خلال هذه الأجهزة. كما أبدى المسؤولون عن اتخاذ القرار في مجالي الأعمال وتكنولوجيا المعلومات استعدادهم للاستثمار، حيث أشار المشاركون من ألمانيا إلى استعدادهم لإنفاق ما يزيد بنسبة 22٪ مقارنةً بما ينفقونه على أجهزة الكمبيوتر التقليدية.
بفضل الاستثمارات الإضافية، يأمل 52٪ من المشاركين في تحقيق أداء وإنتاجية أعلى، و44٪ في تعزيز الكفاءة، و30٪ في تقليل الوقت المستغرق. لكن نتائج المستخدمين الفعليين لأجهزة الكمبيوتر الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أظهرت أن هذه التوقعات تم تجاوزها بالفعل؛ حيث أفاد 69٪ منهم بتحسن واضح في الكفاءة، و68٪ بزيادة في الأداء والإنتاجية، بينما أكد 58٪ تحقيق وفورات ملموسة في الوقت.
رغم النظرة الإيجابية، لا تزال بعض الشركات مترددة في اعتماد أجهزة الكمبيوتر المزودة بالذكاء الاصطناعي، خاصة بسبب مخاوف تتعلق بالتكلفة والأمان. ففي ألمانيا، عبّر 38٪ من المشاركين عن قلقهم من التكاليف الأولية، مقارنة بـ32٪ عالميًا، بينما أبدى 34٪ قلقهم من الجوانب الأمنية، مقابل 33٪ عالميًا. واعتبر 43٪ من المشاركين الألمان أن النماذج المعدلة للذكاء الاصطناعي تشكل التهديد الأكبر، وهي نسبة تفوق المتوسط العالمي (38٪). أما على المستوى العالمي، فقد اعتُبر تسرب البيانات هو التهديد الأبرز بنسبة 49٪، مقارنة بـ37٪ فقط في ألمانيا.
لكن في الواقع، لم تتحقق هذه المخاوف. لم تواجه ثلث الشركات التي تستخدم أجهزة الكمبيوتر المزودة بالذكاء الاصطناعي أي صعوبات في إدخالها. فقط 23 في المائة على مستوى العالم اعتبروا الجانب الأمني تحديًا، بينما لم تصل هذه النسبة في الشركات الأوروبية سوى إلى 11 في المائة. فقط واحدة من كل خمس شركات أوروبية أبلغت عن زيادة في النفقات، بينما بلغت هذه النسبة 31 في المائة على مستوى العالم.