powered by Fortec AG

استطلاع حول قرارات التخارج الاستثمارية

الذكاء الاصطناعي يتصدر معايير التخارج الاستثماري

29 يوليو 2025 ، 2:00 مساءً | كورين شندلبيك
لم تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي مجرد معيار عند البيع، بل أصبحت منذ وقت طويل أداة محورية لتعزيز القيمة، بحسب استطلاع بين مستثمري الأسهم الخاصة.
© RS-Studios/Adobe Stock

تشير دراسة حديثة إلى أن الأتمتة المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تلعب دورًا أكبر في قرارات صناديق الاستثمار الخاصة مقارنة بعوامل تقليدية مثل نموذج العمل أو الموقع السوقي. فما الذي يُعد الأهم اليوم عند التخارج من شركة؟

في سياق بيع الشركات بنجاح، لم تعد المعايير كما كانت في السابق. اليوم، يتصدر النضج التكنولوجي قائمة الأولويات، لاسيّما مدى اعتماد الشركة على الذكاء الاصطناعي والأتمتة في عملياتها. هذا ما كشفته دراسة عالمية حديثة أعدّتها شركة FTI Consulting وشملت آراء أكثر من 500 مدير في صناديق الاستثمار الخاصة.

أفاد أكثر من 58% من المشاركين في الاستطلاع بأن الذكاء الاصطناعي والأتمتة يمثلان عاملين حاسمين لنجاح عمليات الخروج من الاستثمار. وتأتي بعدهما المعايير التقليدية، مثل نموذج الأعمال القابل للتوسع بنسبة 52%، والموقع القوي في السوق، إلى جانب وجود فريق إداري متمكن يمتلك خطة واضحة لتسليم القيادة، بنسبة 50% لكل منهما.

أوروبا تتأخر عن اللحاق بالركب الرقمي

رغم هذا التحول، فإن أوروبا ما زالت متأخرة؛ حيث أفاد 60٪ فقط من المستثمرين أن شركات محافظهم الاستثمارية في أوروبا تتمتع بمستوى متقدم في استخدام الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ76٪ في أمريكا الشمالية، و74٪ في أمريكا الجنوبية، و69٪ في آسيا والمحيط الهادئ.

الذكاء الاصطناعي كمحرك استراتيجي للربحية

لا تعتبر التكنولوجيا معيارًا في المبيعات فحسب، بل أصبحت منذ فترة طويلة أداة محورية لخلق القيمة. حيث يركّز 84% من صناديق الاستثمار على تكنولوجيا المعلومات والرقمنة كأولوية، تليها الإجراءات التقليدية مثل تحسين رأس المال العامل (80%) وخفض التكاليف (79%). ويرى 68% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي يمثل محركًا فعّالًا لزيادة القيمة، ويستخدمه 23% منهم بالفعل بشكل منتظم لتطوير محافظهم الاستثمارية بصورة موجهة ومدروسة.

ما يفصل بين القطاعات ويوحّد التحديات

يختلف مدى تبني الذكاء الاصطناعي من قطاع إلى آخر. ففي قطاع التجارة، يتساوى الذكاء الاصطناعي في الأهمية مع إدارة السيولة، بينما يُمنح أولوية واضحة في قطاعات مثل الخدمات المالية، الاتصالات، واللوجستيات.

ورغم هذا التفاوت، هناك قاسم مشترك بين جميع القطاعات: التغير التكنولوجي يسير بوتيرة أسرع مما تستطيع العديد من الشركات – خصوصًا المتوسطة منها – مجاراته. ويعلّق الدكتور مارتن شنايدر، الشريك في FTI-Andersch، قائلًا: "غالبًا ما تفتقر هذه الشركات إلى بنية تشغيلية مستقرة، وبدون عمليات واضحة، وتخطيط مالي سليم، وإدارة منظمة، يصبح من الصعب الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال.

رأس المال مكلف

النتيجة واضحة: الشركات التي لا تؤسس لبنية رقمية وتشغيلية قوية تُعرض نفسها لخطر الفشل عند البيع، بغض النظر عن حجم إيراداتها أو قوة علامتها التجارية. وكما يوضح الدكتور شنايدر: "هناك شركات مطروحة في السوق منذ سنوات، لكن لا أحد يودّ الاستحواذ عليها."

فالمستثمرون أصبحوا أكثر دقة وانتقائية، ورأس المال بات أعلى تكلفة، والمتطلبات ارتفعت بشكل ملحوظ.

ويحذر مؤلفو الدراسة: من يسعى إلى الخروج (بيع شركته) عليه أن يجهز نفسه جيدًا، ويقدّم ما هو مطلوب فعلًا – من قابلية للتوصيل الرقمي، إلى بنية تشغيلية فعالة، مرورًا باستراتيجية تحول واضحة. وإلا، كما يقول شنايدر: "سيذهب جزء كبير من القيمة المضافة للغير – على حساب البائع."