أظهرت دراسة طويلة الأمد أجرتها جامعة ماكروميديا أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي قد شهد نموًا واضحًا، إلا أن الفوائد المتوقعة لم تتحقق بالكامل بعد. فرغم الاستخدام المنتظم لأدوات مثل ChatGPT وCopilot، لا تزال الأطر التعليمية والقواعد التنظيمية غائبة في معظم الحالات.
أفاد 85% من أعضاء هيئة التدريس بأنهم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي أسبوعيًا، و38% منهم يعتمدون عليها يوميًا، خاصةً في مهام مثل تحليل النصوص، التدقيق اللغوي، والترجمة. ومع ذلك، لم تتحقق وفورات كبيرة في الوقت؛ إذ أن أقل من نصفهم تمكنوا من توفير أكثر من ساعتين أسبوعيًا باستخدام هذه الأدوات. كما عبّر العديد من المعلمين عن قلقهم تجاه خصوصية البيانات، وطالبوا بمزيد من الشفافية والتدريب العملي المنهجي.
الطلاب: واقعيون ومنفتحون – لكنهم يحتاجون إلى توجيه
تُظهر نتائج الدراسة أن 95.5٪ من الطلاب يستخدمون بالفعل أدوات الذكاء الاصطناعي، بشكل أساسي لأغراض البحث وتنظيم المهام الدراسية. وعلى الرغم من أن الاستخدام قد أدى إلى تحسّن في توفير الوقت مقارنة بعام 2023، إلا أن الطلاب لا يزالون بحاجة إلى إرشادات واضحة، خصوصًا في ما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي أثناء الامتحانات. وقد أعربوا عن رغبتهم في حضور ورش عمل تعليمية مدعومة تساعدهم على فهم كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل مسؤول وفعّال.
الأنظمة الهجينة أكثر قبولًا من الاعتماد الكامل
يفضل 62٪ من الطلاب نموذجًا هجينًا يجمع بين التدريس البشري والتقني، بينما رفض 84٪ فكرة الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في التعليم. وتُظهر الدراسة فروقًا واضحة حسب التخصص: طلاب الإدارة يبدون تقبلًا أكبر للتدريس المدعوم بالذكاء الاصطناعي مقارنة بزملائهم في تخصصات التصميم.
سوق العمل... تطلعات وفرص، لكن مع غموض
يرى ٧٢٪ من المشاركين في الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يُحسّن كفاءة وظائفهم، بل ويراه ما يقرب من نصفهم فرصة وظيفية. في الوقت نفسه، يشعر الكثيرون بعدم اليقين بشأن استعدادهم الشخصي واحتمال انخفاض قيمة مهاراتهم بسبب الذكاء الاصطناعي.
توصي الدراسة بأن تعمل إدارات الجامعات على وضع شروط تنظيمية واضحة وتقديم برامج تدريب مستمرة لضمان تحقيق استفادة فعلية من الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية. فبدلًا من الاعتماد على الأتمتة فقط، يجب أن يسهم الذكاء الاصطناعي في خلق قيمة تعليمية حقيقية ومستدامة.