تشخيص العيون اللاسلكي
عدسة لاصقة OLED لفحص الشبكية
طور باحثون كوريون عدسة لاصقة فائقة الرقة ومرنة تعتمد على تقنية OLED مع تحكم لاسلكي، ما يجعل فحوصات الشبكية بتقنية تخطيط كهربية الشبكية (ERG) أكثر سهولة وراحة. ويمكن أن تمتد تطبيقات هذه التقنية من طب العيون إلى تقنيات الواقع المعزز وصولاً إلى التحفيز العصبي بالضوء.
يعرف كل من خضع لفحص تخطيط كهربية الشبكية (ERG) مدى تعقيد وإرهاق هذا الإجراء. إذ تُستخدم ومضات ضوئية وأقطاب كهربائية دقيقة للغاية على العين لقياس النشاط الكهربائي لشبكية العين، أي الخلايا العصبية الحساسة للضوء. ويُعد هذا الفحص وسيلة لاكتشاف الاضطرابات الوظيفية للشبكية في مراحل مبكرة، قبل ظهور أي تلف بنيوي.
- غير أن الفحص التقليدي مرهق للمرضى:
- يتطلب تكيّفًا طويلاً مع الظلام (20–30 دقيقة).
- يحتاج إلى توسيع حدقة العين بقطرات تؤثر مؤقتًا على الرؤية.
- يتطلب تثبيت الأقطاب بدقة (إما كألياف دقيقة على الجفن السفلي أو كعدسات لاصقة).
- على المرضى البقاء في غرفة مظلمة وإبقاء أعينهم مفتوحة لمدة تصل إلى 30–45 دقيقة.
العدسة بتقنية OLED ترسل البيانات لاسلكيًا
هنا يأتي دور الابتكار الجديد لفريق بحثي بقيادة البروفيسور سونغهيوب يو في معهد KAIST بكوريا: أول عدسة لاصقة OLED لاسلكية في العالم تقدم بديلاً أكثر مرونة وسهولة وملاءمة للمريض في تشخيص أمراض الشبكية.
تبلغ سماكة هذه العدسة حوالي 12.5ميكرومتر فقط (أي نحو سدس إلى ثُمن سمك شعرة الإنسان). وتصدر تقنية OLED إضاءة منتشرة بقوة 126 نت، كافية لتحفيز استجابات كهربائية مستقرة لخلايا الشبكية (إشارات ERG). وعلى عكس الأنظمة التقليدية المعتمدة على تقنيات الليد، تقلل هذه التقنية من توليد الحرارة على سطح العين: فقد أظهرت التجارب على الحيوانات أن درجة الحرارة بقيت أقل من 27°، ما يحمي القرنية من أي ضرر حراري.
العدسة مزودة بمستقبل طاقة لاسلكي ورقاقة تحكم مدمجة، لتعمل بالكامل دون أسلاك. ويتم نقل الطاقة عبر تردد 433 ميغاهرتز من وحدة خارجية على شكل قناع نوم، يمكن التحكم بها عبر تطبيق على الهاتف الذكي. وهذا يتيح للمرضى ارتداء العدسة بسهولة حتى مع إغماض العينين ودون الحاجة لغرفة مظلمة، مما يجعل الفحص أكثر راحة وسهولة في الروتين السريري.
آفاق الاستخدام في التقنيات الطبية الحديثة
يفتح هذا الابتكار الباب أمام تطبيقات واسعة، منها:
- تشخيص أمراض الشبكية: جمع إشارات ERG بشكل مبسط ومرن ودون أجهزة ضخمة أو غرف مظلمة.
- علاج قِصر النظر: إمكانية دمج أساليب علاجية قائمة على الضوء مباشرة عبر العين.
- مراقبة الإشارات الحيوية البصرية: تحاليل متقدمة لرصد الأمراض العينية مبكرًا ومتابعة تطورها.
- الواقع المعزز (AR): عرض معلومات مباشرة على العين بفضل تقنية OLED.
- التحفيز العصبي الضوئي: أساليب علاجية مبتكرة لإعادة التأهيل عبر تطبيق الضوء بشكل موجّه على العين.
ويعكس هذا المشروع، وهو شراكة بين كل من معهد كايست، ومستشفى جامعة سيول الوطنية بوندانغ، وجامعة بوسْتِك، وشركة فاي بايوميد، ومعهد إيتري، الإمكانات الكبيرة للتقنيات الإلكترونية الذكية في دعم تشخيص وعلاج أمراض العيون والارتقاء بمجال التكنولوجيا الطبية.