سجّلت شركة Lucid Motors الأمريكية رقمًا قياسيًا جديدًا في مدى القيادة بسيارة كهربائية، حيث قطعت سيارتهاLucid Air Grand Touring مسافة 1205 كيلومترًا بشحنة بطارية واحدة، متجاوزة بذلك الرقم السابق البالغ 1045 كيلومترًا، بحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
انطلقت الرحلة من سانت موريتز في سويسرا مرورًا بالنمسا، وصولًا إلى ميونيخ في ألمانيا. وتبلغ قدرة السيارة المستخدمة 831 حصانًا، في حين توفّر بطاريتها القابلة للاستخدام سعة تقارب 113 كيلوواط ساعة، ما يجعلها من بين الأكبر في فئتها. وعلى الرغم من أن مدى السيارة المُعلن عنه في بيئة اختبارية يبلغ 960 كيلومترًا، إلا أن الظروف المثالية للرحلة ساهمت في تجاوز هذا الرقم.
عوامل تحقيق مدى طويل للسيارة الكهربائية |
---|
يعتمد تحقيق مدى طويل في السيارات الكهربائية على مجموعة من العوامل التقنية والبيئية. وفي حالة سيارةLucid Air Grand Touring، كان من أبرز هذه العوامل: سعة البطارية الكبيرة القابلة للاستخدام، والتي تصل إلى نحو 113 كيلوواط / ساعة وفقًا لتقديرات الشركة المصنعة. إلى جانب ذلك، يتمتع نظام الدفع في السيارة بكفاءة عالية، حيث يستهلك مقدارًا منخفضًا من الطاقة لكل كيلومتر. كما تلعب عناصر أخرى دورًا أساسيًا، مثل انخفاض الوزن النسبي للسيارة، وتحسينات الانسيابية الهوائية، بالإضافة إلى نظام الكبح المتجدد، الذي يقوم بتحويل طاقة الكبح إلى كهرباء تُخزّن في البطارية، خاصة عند النزول من المرتفعات. البيئة الجغرافية للرحلة ساعدت كذلك في تعزيز الأداء: فقد بدأت السيارة من ارتفاع 1800 متر في سانكت موريتز، وانخفضت أحيانًا إلى 400 متر بالقرب من بحيرة بودن، ثم عادت لترتفع إلى نفق أرلبيرغ على ارتفاع 1200 متر، قبل أن تنحدر مجددًا باتجاه ميونيخ. ومن العوامل المكملة لهذا الإنجاز أيضًا القيادة بسرعات ثابتة واعتماد أسلوب قيادة استباقي وهادئ، مما يُقلل من استهلاك الطاقة ويُحسن الكفاءة العامة للمدى. |
الخبراء: المدى الطويل لم يعد معيارًا حاسمًا
رغم أهمية الرقم القياسي الذي حققته سيارة Lucid، ينظر خبراء صناعة السيارات إلى مثل هذه الإنجازات بعين الحذر. حيث يرى ستيفان براتزل، من مركز إدارة السيارات، أن "سباق المدى لا يزال مستمرًا، رغم أن مدى القيادة الطويل فقد الكثير من أهميته." وذلك بفضل التوسع المتسارع في شبكات الشحن السريع، مما يجعل الاعتماد على مدى البطارية وحده معيارًا أقل إلحاحًا للمستخدمين.
ويُضيف براتزل أن هذه الرحلة تبدو في جوهرها حملة تسويقية ذات تأثير عملي محدود، خاصة بالنظر إلى اعتمادها الكبير على طرق منحدرة ساهمت في تقليل استهلاك الطاقة. ورغم ذلك، يمكن لمثل هذه الأرقام أن تخفف من مخاوف المستهلكين وتُعزز ثقتهم في جاهزية السيارات الكهربائية للاستخدام اليومي.
من جانبه، يشير فرديناند دودنهوفر من مركز Automotive Research إلى التقدم الكبير في مجالي المدى وأوقات الشحن، لافتًا إلى أن الفروقات بين السيارات الكهربائية والديزل باتت أقل وضوحًا، ما أدى إلى تراجع أهمية مدى القيادة كعامل حاسم في قرارات الشراء.